AHMEDIBRAHEM مشرف عام
عدد الرسائل : 485 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: [قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ] السبت أكتوبر 04, 2008 5:10 am | |
|
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }
صدق الله العظيم
تلخص هذه الآية الكريمة ،تلخيصا تاما ، الاساس الدي تقوم عليه الرسالة المحمدية على حاملها و مبلغها أفضل الصلاة و السلام . فالله تعالى يخاطب خاتم المؤمنين سواء في زمان نزول الرسالة على قلبه الأمين ، أو بعد انتقاله الى عفو الله ، و استمرار الرسالة في قلوب و عقول المبشرين و المنذرين من بعده ، وهم حملة الكتاب المبين و السنة المطهرة ، و الذين يصطلح عليهم القرآن الكريم ،بمصطلح "اولي الألباب" وهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . فهل يوجد شئ أكرم ولا افضل من ان يكون جزاء أتباع الطريق المحمدي .و هو حب الله للناس الذين اتبعوه و أمنو به ،من الأولين و الآخرين ؟ و حتى لما كذب البعض ما جاء به الرسول من هدى ونور و رحمة للعالمين ،لم يكن الوعيد الإلهي لهم بشئ مادي ،كالطوفان أو الزلزال أو القمل و الجراد ،بل بالإستبدال ،لقوله تعالى "يات بقوم يحبهم و يحبونه" . الحب اذن هو الآرض الصلبة ،و البيئة الحقيقية للآسلام ،و هو العنوان الوحيد للعلاقة بين التابع و المتبوع ، وبين الخالق و المخلوق ، وهناك من الناس من يطبق هذه القاعدة ، فيعتاد القول لأخيه المسلم ، اني أحبك في الله ، دلالة على أنه يحب الله ، لكنها في الأغلب لا تخرج من القلب و الروح ، لقد صارت شعارا شبيها بالدعاية ، وليست معنى جوهريا لطاقة الإيمان المتولد عن الحب الإلهي ذاته. هذا الحب كثيرا ما جاء على ألسنة المتصوف و الأولياء ، و خلفو أدبيات كبرى من الأشعار و أقوال الحكيمة ، حتى صارت تمثل تراث التصوف الاسلامي ، الذي مع الأسف نتغنى به و لا نمارسه في حياتنا العملية و لا في معاملتنا فيما بيننا أو مع الآخرين ، رغم أهميته في التربية و التهذيب الديني و الروحي ، و كأن الحب الإلهي و حب الرسالة ،و من حب الناس و الحياة و الكون بما فيه هو في الماضي الصوفي . مناسبة هذا القول ، وبحلول الشهر الفضيل رمضان المبارك.شهر البركات و قبول الدعوات الشهر الذي فيه ليلة تساوي العمر كله حيث "تنزل الملائكة و الروح فيها من كل أمر..." فهل يضن أحد أن التنزيل كان خاليا من الحب ؟ و هل يضن أحد أن شهر رمضان ليس هو شهر الحب ؟ اذا كنا مؤمنين ، فنحب الله أصلا ، ومن يحب الله لا يمكن أن يكره أحدا من خلقه ، و لا يؤذي نفسا من الأنفس ، بعيدة كانت أو قريبة . |
| |
|